قصة الوزير

موقع أيام نيوز


أيوة جهزتهم خلاص ثوانى هطلع أجيبهم
رد عليها طب اجهزي أنتي كمان عشان منتأخرش
ردت عليه وهي تنظر أرضا لا.. بلاش انا روح أنت والولاد وكل سنة وهي طيبة
قال لها بإصرار لا مش هينفع البسي ونزلي العيال وانا مستنيكم ف المكتب 
رفعت بصرها له ونظرة له بإنكسار وردت عليه معلش مش هينفع.. أنت عارف إن والدتك مبتحبنيش وأنا مش عايزة ازعلها بوجودي النهاردة خد الولاد وقضوا وقت لطيف مع العيلة وأنا هستناكم على إما ترجعوا

أطال النظر لتلك العينين الجريحتين وبدأ سوط ضميره في جلده فماذا فعلت هي كي تنال كل ذلك النبذ ممن حولها ما جرمها لكي تعيش بچرح ېنزف مدى الحياة وهو الواجب عليه مداواة ذلك الچرح قد زاد من فتحه حتى صعد الڼزيف لتلك العينين اللتان يحويان ۏجع ينم عن ظلم الدنيا وقهرها لها.
أفاق من تلك الذكرى على يد يزيد التي تهز بنطاله الټفت له وسأله بهدوء فيه حاجة يا يزيد
سحب يزيد أحد الكراسي وحاول مجازفا الصعود عليها حتى وقف بمحاذاة والده على سور الشرفة كل هذا تحت أنظار ياسر الذي استطاع يزيد رسم الإبتسامة على وجهه بحركاته الطفولية.
سأله

يزيد ببراءة الأطفال هو ده عيد ميلاد تيتا يا بابي
رد عليه ياسر لا يا يزيد ده اسمه عيد الأم.. كل الولاد بيحتفلوا بمامتهم
ف اليوم ده عشان يفرحوها بيه لأن الأم أغلى حد عندنا في الدنيا
رد يزيد بعفوية أنا مش عندي ماما لأن ماما خلاص طارت للسمابس غصون عندي أغلى حد في الدنيا 
شعر ياسر بنغزة أصابت قلبه إثر كلمة ابنه ولكنه أراد التخفيف عنه فابتلع ريقه بتوتر وأخرج الكلمة من فمه وكأنه يقولها لنفسه طب ما غصون مكان ماما هي غصون زعلتك في حاجه
هز الولد رأسه نافيا وقال غصون عمرها ما زعلتنا ف حاجة بس هي يوم ماجت البيت أنت قولت لنا إنها مش ماما
نظر للفراغ بشرود وهو يتذكر يوم قدومها المنزل لرعاية أولاده اجتمع بولديه وأخبرهما طبعا أنتوا عارفين غصون كويس وبتحبوها عشان كده هي هتيجي تعيش معاكم هنا تهتم بكم أي حاجة تحتاجوها اطلبوها منها بس لو ضايقتكم ف أي حاجة تعرفوني على طول مفهوم 
رد يزن بعفوية يعني هتكون مامي التانية
اندفع ياسر قائلا لا يا يزن مامي طلعت السما زي ما فهمتكم ومفيش مامي غيرها غصون بس هتشوف طلباتكم واسمها غصون وبس
ابتسم يزيد وقال بحماس يعني احنا نقول ماما غصون
أومأ ياسر برأسه برضا فقفز يزيد من على الكرسي يصيح يزن يزن بابا قال نقول لغصون ياماما
ابتسم ياسر وبداخله بعض الراحة أقل حقوقها بعد ما منحته لثلاثتهم أن ينادوها ب ماما ليته يستطيع تقديم لها أكثر من ذلك ليكافئها على عطائها السخي لهم وبالفعل راودته فكرة بالطبع ستدخل السرور إلى قلبها.
رأي والدته تسير نحوه وفي عينيها الكثير من الكلاموجلست على الكرسي الذي كان عليه يزيد منذ قليل ونظرة له نظرة فهم فحواها فتنهد قائلا قولي اللي عندك ياأمي
ردت اللي هقوله مش هيعجبك بس هقوله مكنتش عارفة إن البت اتمكنت منك وم العيال كده فكرتها عجبتك ونزوة وهتاخد وقتها وتزهق بس أنت تبت فيها
هبط برأسه قليلا يقول بصوت منخفض والله ياأمي غصون دي ما في أغلب منها ف الدنيا
لوت شفتيها وقالت مش قولتلك دي عاملالك غسيل مخ 
ابتسم بسخرية وقال ياريتها تعمل يمكن ارتاح ثم صمت قليلا وقال وهو ينظر للسماء أمامه غصون ياأمي دخلت حياتي وأنا وولادي لاجئين عندك يوم وعند ياسمين يوم كنت بروح
شغلي وانا القلق بېقتلني لأني عارف ان كل واحد فيكم له حياته وولادي هيكونوا الضحېة أما ياسمين اقترحت عليا إن غصون تكون مربية لأولادي خۏفي زاد وقولت لنفسي إذا كان أهلي مهتموش يبقى واحدة غريبة هتحبهم وتخاف عليهم وكنت غلطان لأن ولادي محسوش بفقدان أمهم وغصون معاهم من حنان و إهتمام ورعاية وأنا كمان شوفت ولادي مرتاحين قد إيه معاها لدرجة ان بخرج وانا مطمن انهم هيكونوا ف أحسن حال عارفة يا أمي الإنسانة دي منحتنا إيه.. منحتنا السلام النفسي كأسرة بيتي رجع نور تانيالشمس رجعت تدخله ريحة أكل البيت بقت تملاه وقت الظهر الزرع أزهر من تاني خلت للحياة معنى من تاني ياأمي
ردت عليه أمه ورغم كل ده شكلك مش سعيد ليه.. ندمان يا ياسر 
نظر لها ورد عليها بخنوع عشان اللي زيي مكتبش له السعادة ياأمي 
رق قلبها على إبنها الذي يبدو عليه الحزن وقالت ليه يا حبيبي بعيد الشړ عنك متقولش كده أنت تستاهل سعادة الدنيا كلها 
أعاد نظره للفضاء أمامه مرة أخرى ورد بحزن ادعيلي يا أمي مش محتاج غير دعائك وأرجوكي بلاش نظرتك دي لغصون البنت متستاهلش غير خير والله
عاد إلى المنزل يصطحب ولديه الصغيرين اللذان يتهامسان بسعادة وفتح الباب بهدوء وهو يشير لولديه بالدخول ويحمل في يده اليسرى علبة من الكرتون.
بحث بعينيه عنها فلم يجدها علم
 

تم نسخ الرابط