رواية احببت راعية الغنم كاملة بقلم اسماء خالد

موقع أيام نيوز


مسرعا حتى لا يراه احد بهذه الهيئة
ليجد والده يدخل دون ان يطرق الباب
ياسين دون ان ينظر اليه فى حاجة يا بابا
سامح وهو يرفع وجهه ويقول پصدمة ايه اللى عمل فيك كده

ياسين مفيش يا بابا وقعت
سامح بحدة ياسين متستهبلش وقول ايه اللى حصل ..انت اكيد عارف السبب اللى خلى نور كده
صمت ولم يجيب وجلس على المقعد بتعب
فأتجه نحوه سامح بأنفعال متخلص وقول اللى حصل لنور وايه اللى حصل معاك انت كمان
ياسين بعصبية أدهم ساب نور
سامح پصدمة ايه ..وانت عرفت ازاى
سرد ياسين له ما حدث ..وبعد ما انتهى
نهض سامح بعصبية فأمسكه ياسين ايه يا بابا رايح فين
سامح الواطى ازاى يعمل كده هو فاكر انها لعبة ملهاش اهل ..رايح يسيبها قبل الفرح بأسبوع ..طب يقولنا ايه اللى حصل خلاه يعمل كده
ياسين بابا متتكلمش دلوقتى
سامح بأنفعال ازاى متكلمش ده انا هروح اشوفه دلوقتى
ياسين بابا متروحش فى حته البيه هيسافر خلاص عشان عملية ابوه ..بس اهم حاجة دلوقتى متقولش لعمى محمد كفاية اللى هما فيه
سامح بعصبية انت بتقول ايه ..ده لازم يعرف ..سيبنى بقى
حجز فى طائرة خاصة للعناية بوالده ..فقد بدأ إجراءات السفر من ثلاثة ايام
والأن هو قد خرج من ارض مصر
عند ما حل المساء
كانوا واقفين هم الاربعة امام فيلا الحسينى ليجدوها مغلقة ..فسألوا الحارس الذى اخبرهم بأنهم تركوا الفيلا وسافروا منذ قليل من اجل عملية أحمد
بعد مرور أسبوعين
أصبحت مثل الجسد البالى بدون روح ..لا تتوقف عن البكاء ..تنظر امامها بشرود ودموعها لا تجف
جالسة على فراشها ساندة ظهرها على الوسادة ومعلق بيدها محاليل
ربتت والدتها عليها محاولة رسم ابتسامتها نور حبيبتى لسه بردو مش عاوزة تاكلى انا عملتلك الاكلة اللى بتحبيها ..لم تنظر اليها كأنها فى عالم أخر مغيبة عن الوعى ولكن فاتحة عيناها فقط
فقالت زينب بدموع وهى تمسح على شعر ابنتها طيب اشربى العصير عشان خاطرى ..وضعت الماصة فى الكوب ووضعتها فى فمها ..لكنها لم تشرب شئ
دلف محمد وجلس بجانبها عاملة ايه النهاردة يا حبيبة بابا
نظرت اليه زينب بحدة بتسأل عامله ايه وانت السبب فى اللى حصلها
محمد پصدمة انا يا زينب
زينب پبكاء ايوه انت ..انت اللى وافقت عليه على اساس ان البنت كبرت ومش هتلاقى بعد كده ..ان شاء الله عنها ما اتجوزت طلاما هيحصلها كده ..قعدت اقولك مش مطمنة للموضوع ده بس انت وافقت انها تتجوزه ..و أدى النتيجة سابها ومنعرفش ايه اللى حصل لكل ده..ويكون فى علمك لو بنتى حصلها حاجة هحملك انت المسئولية ..وتركته وذهبت
بينما هو سالت دمعة على وجنته وهو يرى ابنته بهذه الحالة ..أصبحت تأن كثيرا وتبكى بصمت
دخلت الممرضة وأحضرت الحقنة لتعطيهالها
فخرج محمد منكس الرأس حزينا على ابنته
تلملم ملابسها بعصبية وتضعها فى الحقيبة ..فأتى اليها واخرج الملابس مرة اخرى
فقالت ياسمين بعصبية يا عمر سيبنى بقى
عمر يا حبيبتى مش هينفع اللى انتى بتعمليه ده
نظرت اليه بدموع سيبنى انا عايزة انزل مصر
امسك كتفيها بحنان لتجلس عشان خاطرى بطلى عياط واهدى ..مش هينفع تركبى الطيارة ..الدكتور قال بعد 3 شهور عشان يكون الحمل ثبت
اجهشت فى البكاء هو اصلا ده حصل ازاى مش احنا قولنا بعد ما أخلص
مد يده ليمسح دموعها ربنا عاوز كده هنقول لا يعنى
ياسمين بس انا مش عاوزة دلوقتى ..بسببه مش هعرف اسافر
ثم صمتت لبرهة وقالت انا هنزله
نظر اليها پغضب ولم يتحدث حتى لا يغضبها بحديثه فصمت قليلا وتنهد بقوة وقال ايه يا ياسمين عايزة ټقتلى روح جواكى
ياسمين پصدمة اقتله
عمر ايوه تقتليه اومال انتى فاكرة ايه ..ثم جثى امامها وقاليا حبيبتى دى هدية من ربنا لينا
بكت أكثر بس انا عاوزة انزل ..بيقولوا نور تعبانة اوى يا عمر دول حتى مش بيخلونى اكلمها ..ثم قالت بحدة كل ده بسبب ابن خالتك اللى ميستاهلهاش
ضمھا اليه بحنان طيب اهدى متعيطيش ..هى اكيد صدمة وهتبقى كويسة ان شاء الله
دفعته بعيدا عنها مهو كل ده بسببه هو
عمر طيب انا ذنبى ايه ..منا كنت هنا معاكى ومعرفش حاجة
ضمت ركبتيها لصدرها وظلت تبكى
مسح على شعرها استحملى ال 3 شهور دول وهننزل على طول أول ما الدكتور يقول ..واحنا هنتابعهم بالموبايل ..اهدى بقى عشان خاطرى
بعد ما نجحت العملية ظل هناك لفترة النقاهة حتى يتم شفاؤه بالكامل
بينما هو كان لا يفكر فى شئ سوى انه سيستقر هنا بعيدا عنها حتى لا يتذكرها ..فبدأ فى اجراءات الاقامة هو واخته
بعد مرور ثلاثة اشهر
عادوا جميعا الى المنصورة وقد قرر محمد عدم العودة الى القاهرة مرة اخرى والبقاء هنا دائما ..وقام بنقل اوراقها من جامعة القاهرة الى المنصورة
حتى تتحسن حالتها ..فقد بدأت حالتها بالتحسن لكنها مازالت لا تتحدث مع أحد ولا تخرج من البيت فقط تقف فى الشرفة
حاول ياسين معها كثيرا ان يعرف منها السبب لكنها كانت ترد بدموعها
عادت ياسمين من فرنسا واول شئ فعلته هو التوجه الى المنصورة ..برغم حزنهم على نور الا انهم فرحوا بخبر حملها
اطرقت باب غرفتها ودلفت لتجدها واقفة فى الشرفة بشرود فأقتربت منها بهدوء ووضعت يدها على كتفيها نور
التفتت اليها نور لتنصدم ياسمين منها فقد اصبح لونها شاحب وفقدت الكثير من وزنها
لم تصدق نور عيناها فأبتسمت وعانقتها بشدة حتى انها بكت
ياسمين بدموع وحشتينى اوى ..انا اسفة انى مجتش على طول بس انتى عرفتى اللى منعنى
ابتعدت نور عنها حاولت ان تتحدث معها لكنها فشلت ..فقالت ياسمين وهى تضع يد نور على بطنها بيسلم عليكى
ابتسمت نور بصعوبة
سحبتها ياسمين من يدها للداخل وجلسوا على الفراش
ياسمين فى حاجات كتيرة اوى عايزة احكيهالك يا نور ..بجد واحشنى كلامنا وقعدتنا مع بعض
أدمعت عين نور فأحتضنتها ياسمين انسيه عشان خاطرى ..انتى عارفة احنا هنرجع تانى زى الاول ..مفيش حاجة هتفرقنا هخلى عمر يسبنى هنا ..ونرجع تانى انا وانتى وياسين وكمان هيزيد علينا واحد بس هيكون صغنتوت ..قالت ذلك وهى تشير على بطنها ..ثم قالت ونلعب سوى مع الخرفان حتى كمان نرجع تانى نسرق التوت
بكت نور عندما تذكرت فقالت ياسمين انا حاسة بيكى والله ..بس عشان خاطرى انسيه ..ده بنى ادم معندهوش ډم ولا يستاهلك ولا يستحق التفكير فيه ..مش ده بردو كان كلامك لياسين
نور وهى تأن لصعوبة خروج الكلام
مدت يدها لها وهى تشير على اصبعها ..لم تفهم ياسمين شئ
حتى ان بدأت يدها بالارتعاش ..فزعت ياسمين وخرجت مسرعة تنادى الممرضة ..فأعطتها الحقنة لتهدأ
الممرضة معلش سيبيها ترتاح
ذهبت الى غرفة اخيها أحتضنته بشدة واجهشت فى البكاء
ياسين وهو يربت على ظهرها خلاص يا ياسمين ان شاء الله كل حاجة مع الوقت هتتصلح بس نصبر شوية
ياسمين پبكاء مكنتش متصورة انها هتكون كده ..هو عمل فيها ايه
ياسين ياريتنى كنت اعرف بس المشكلة انها مش بتتكلم
كل اللى نعرفه انه سابها
ظلت حياتهم بهذا النمط الكئيب
حتى بعد ما اصبحت نور تتحدث وعادت الى حياتها الجامعية الا انها ليست مثل ذى قبل ..فقد اصبحت مثل الزهرة الذابلة
تبتسم رغما عنها حتى لا تشعرهم بالقلق عليها
عاد أحمد الى مصر هو ونيفين بعد تحسن صحته ..بينما اولاده ظلوا هناك
 

تم نسخ الرابط