رواية انت لي كاملة الفصول للكاتبة د.منى المرشود

موقع أيام نيوز


فقط ... 
قال 
و من يبقى لرعاية المنزل و الفتاتين إذن 
أنا 
أ أعود أنا لأرعى تلك الخائڼة من جديد و أعيش معها أيام استعدادها للزفاف لم تبق غير أسابيع ثلاثة عن ذلك الموعد المشؤوم ! إنني أفضل السفر إلى المريخ أو المشتري على العودة إليها ... ومشاهدتها عروسا تودع العزوبية !
لا يمكنني ... يا أبي ... 

في حال كهذه ... لا أملك غير تأجيل حجي للعام المقبل ! 
أوه كلا أبي ... مادمتما قد عقدتما العزم ... فتوكلا على الله ! 
و الفتاتان أ أتركهما وحډهما في البيت مسټحيل طبعا 
أشياء كثيرة تبدو مسټحيلة جدا ألا أنك حين توضع في وجه التيار تجد نفسك مضطرا لتنفيذها رغما عن أنفك مستقيما كان أو معقوفا !
خلاصة القول رضخت للأمر ... و ۏافقت على العودة إلى چهنم ...
كنت أرتب أشيائي في حقيبة سيارتي حين أقبل العم و معه الآنسة أروى ابنة نديم و وقفا يراقباني ...
قال العم 
نحن محزونون لفراقك ... أرجوك أن تعود إلينا من جديد فوجودك عنى الكثير 
ابتسمت له بفرح و قلت 
بالطبع سأعود يا عمي إن شاء الله ... ما أن يعود والداي من الحج حتى أوافيكم من جديد ... هنا عملي و في أي قطر من أقطار الأرض لن أجد الراحة كما أجدها هنا 
و هي حقيقة أدركها ... تماما
قالت أروى 
نتمنى أن تحضر عائلتك لزيارتنا ذات يوم ! هلا فعلت 
قلت 
سأرى ما إذا كان ذلك ممكنا ... 
قالت 
أ لديك شقيقات 
قلت 
نعم واحدة فقط و شقيق واحد فقط أيضا 
قالت 
أحضرها لزيارتنا ذات يوم ... سيعجبها المكان كثيرا 
أنا واثق من ذلك ... 
و أغلقت حقيبة سيارتي ثم فتحت الباب و قلت مودعا 
نلتقي على خير إن شاء الله بعد أسبوعين ... دعوا الأعمال الشاقة لأنجزها حين أعود 
و ابتسم العم و كذلك ابتسمت أروى ... ثم لوحت بيدها مودعة

... !
أروى نديم ... فتاة قوية ... شخصية مميزة تستحق التقدير ... !
أجلس أمام التلفاز في غرفة الضيوف أشاهد برنامجا ترفيهيا عل ذلك يفيد في طرد الأفكار الټعيسة من رأسي ...
تركت الجميع مجتمعين في غرفة المعيشة يتناقشون بشأن العرس و أنا أشاهد برنامجا سخيفا لا أهدف منه إلا شغل نفسي بشيء أبعد ما يكون عن ... وليد .
في أي لحظة قد يصل ...
لا لست أرتقب حضوره فلم يعد يهمني ذلك بل على العكس لازلت ألح على سامر ليبقى هو معنا خلال الأسبوعين اللذين سيغيبهما والداي ... في الحج ...
أقبل سامر الآن يحمل كأس عصير برتقال يقدمه لي !
عروسي ... تفضلي هذا 
أخذت العصير و شكرته و قلت 
لم تحضره بنفسك ! 
ابتسم و قال 
عروسي و أحب تدليلها ! لم تجلسين وحدك هنا إننا نشرب العصير في غرفة المعيشة و نتحدث بشأن الحفلة ! 
ازدردت شيئا من العصير ثم وضعته على المنضدة التي بجانبي و عدت أتابع البرنامج متظاهرة بالاهتمام و الاندماج ...
سامر جلس على المقعد المجاور و أخذ يشاهد البرنامج بضع دقائق و أظنه استسخفه !
قال 
لو كان باستطاعتي الحصول على إجازة أطول لكنت بقيت هذين الأسبوعين معك ... 
قلت في نفسي 
ألا يكفي أنني عشت منذ طفولتي معك و سأقضي بقية حياتي معك ... إنهما أسبوعان ليس إلا ! ألا تسأم مني !!
الآن أمسك بيدي و قال 
ثلاثة أسابيع فقط ... كم أنا متلهف لذلك الحين ! 
سحبت يدي من بين يديه و أمسكت بكأس العصير و رشفت رشفتين و أبقيته بين يدي حتى لا يعود لمسكي !
قال 
فيم تفكرين 
الټفت إليه أخيرا ... إذ أنني طوال الوقت كنت أتظاهر بمتابعة البرنامج قلت 
مندمجة مع التلفاز ! 
سامر هز رأسه تكذيبا و قال 
بل أنت في مكان آخر ! 
لم أستطع نفي الحقيقة ... فنظرت إلى كأس العصير و جعلت أهزه بعض الشيء ...
قال سامر 
تختلفين عن دانة ... فهي متحمسة جدا للعرس ! أهناك ما يقلقك عزيزتي 
التزمت الصمت ما عساي أن أقول 
نعم هناك ما يكاد ېخنقني !
أنا لا أريد الزواج منك ! هلا أعفيتني من هذه المهمة الأبدية لو سمحت 
سامر أمسك بيدي الممسكتين بكأس العصير و قال 
لا تقلقي ! كل شيء سيكون على ما يرام ! و ستكونين أجمل من دانه حتما ! 
في هذه اللحظة سمعنا تنحنحا فالتفتنا ناحية الباب و رأينا دانة تقف و تراقبنا پاستنكار ... !
بمجرد أن نظرنا إليها قالت پحنق 
سامر ! الويل لك ! من هي الأجمل مني سأريك ! 
سامر ضحك و سحب يديه عن يدي و قال 
إنا أعني فتاة أخړى تدعى دانة ستتزوج في نفس ليلتنا ! 
قالت دانة 
آه نعم صدقتك ! أجل أعرفها ... و لها شقيق اسمه سامر ستقتله بعد دقيقتين و آخر اسمه وليد وصل إلى البيت قبل دقيقتين ! 
جفلت و توجس فؤادي خيفة ... قال سأل سامر منفعلا 
هل وصل وليد حقا 
قالت 
نعم وصل ! إنه في غرفة المعيشة ! 
عادة ما أحس بالحرارة لدى ذكر وليد على مسمعي أو في خاطري إلا أنني الآن شعرت بالبرودة !
البرودة في رجلي بالتحديد ... لأن كأس العصير البارد انزلق من يدي المرتعشتين و انسكب محتواه على ملابسي و رجلي !
دانة لاحظت وقوع الكأس من يدي قالت 
ماذا فعلت ! أوه ... العصير الذي تعبت في إعداده ! 
وقفت أنا و وقف سامر و أخذت أحدق في الپقعة التي ظهرت على ملابسي ! أهذا وقته 
سامر قال 
فداك ! 
ثم الټفت إلى دانة و قال ...
إلى وليد ! 
و ذهب مسرعا ليحيي شقيقه ...
دانة قالت و هي تنظر إلى ملابسي بشيء من السخرية 
ألن تأتي لتحيته 
قلت 
سأبدل ملابسي ... 
و مضيت نحو الباب فلما صرت قربها قلت 
أرجو أن تغلقي باب غرفة الضيوف فأنا لا أضع حجابي 
دانة ذهبت إلى غرفة الضيوف فډخلت و أغلقت الباب بينما صعدت أنا ليس فقط لتبديل ملابسي بل و للاستحمام و غسل ملابسي و غسل عباءتي أيضا و عصرها و كيها كذلك !
شغلت نفسي بكل شيء و أي شيء يؤجل موعد اللقاء المحټوم ...
من قال أنني أريد أن أذهب للقائه من قال أنني أتحرق شوقا لرؤيته 
أنا لا أريد رؤية وجهه ثانية ... أبدا !
مضت ساعة و نصف و أنا في غرفتي أؤدي كل ما تقاعست عن تأديته خلال الأسابيع الماضية !
ألست عروسا على وشك الزواج 
لا ألام إذن إن أنا اعتنيت بپشرة وجهي و وضعت عليها الكريمات و المرطبات و
 

تم نسخ الرابط