قصة الرجل الذي لا يهزم
المحتويات
ذلك
عندما فتح فاروق باب الشقة كان يستند على ابنته ودلفوا سويا ليرحب بالضيف سارت رغما عنها وعندما ولجت لغرفة الصالون شهقت پصدمة عندما رأت سليم أيضا دب الخۏف داخلها فذلك ال سليم لن يتركها تنعم بلحظات سعادتها وسط عائلتها لابد وأن يعكر عليها تلك اللحظات التي تسرقها من الزمن ألقت السلام عليهم وغادرت الصالون بتشتت
لتخبرها دلال بأنها تريد مساعدتها في إعداد
الطعام ظلت معها وعقلها شاردا بالجالس وسط منزلها يتحدث مع عائلتها بكل أريحية وكأنه يتودد لهم ومن باقي أفراد العائلة..
رحب بهما فاروق وجلس بتعب يتسامرون أطراف الحديث عن ما حدث بمصلحة الجوازات والتعسفات التي قابلتهم اليوم وعندما انتهى من جميع الإجراءات لابد من الانتظار عدة أيام أخرى لاستلام الجوازات ولم يحالفه الحظ بالذهاب إلى شركة السياحة اليوم لأن اليوم كان شاق عليه ورفضت ابنته أن تجهده فقرروا العودة إلى المنزل
تفاجئ فاروق بحديث سليم الغير متوقع
تدخلت الجدة بالحديث وحاولت إقناع فاروق فسليم شاب ناجح يمتلك
كل الصفات ليصبح زو جا ومسئول عن عائلته بعد ۏفاة والده شاب طموح ومن أسرة ثرية ذا أخلاق عالية وسمعة جيدة أسمه وشركاته تتحدث عنه وليس بعاجز فهو يفعل كل شيء وجدير بالثقة لكي يعطيه ابنته وأنه في طريقه للشفاء وتجاوز تلك المحڼة ويريد أن تكون حياة جانبه
بعد لحظات أتت دلال تخبرهم بتناول طعام الغذاء والتف الجميع حول مائدة الطعام التي يتريسها فاروق وجلست الجدة وسراج جانبها وسليم أيضا وعلى الجانب الآخر جلست دلال فقط ورفضت الفتيات تناول الطعام فريدة مازالت محرجة وحياة تتهرب من مقابلته أما أمل فقد كانت خارج المنزل عند إحدى صديقاتها...
كانت تقضم أظافرها باسنانها وتزرع الغرفة ذهابا وإيابا وعقلها شاردا بماذا يحدث الان وما مصيرها القادم اتتها نوبة اختناق وركضت إلى الشرفة تحاول استنشاق بعض الهواء ولكن لم تستطيع من شدة توترها وتشتتها كما أن دقات قلبها تتصارع داخلها تنبض بشدة وكأنها ستتوقف عن النبض بسبب ما تعانيه الآن
حياة بابا عاوزك تعملي الشاي وتنزليه الجنينة تحت
تنفست الصعداء وقالت
هم خلاص نزلوا تحت يعني ما فيش حد في البيت
هتفت مندهشة من حديث ابنتها
أيوة يا بنتي تحت يلا اعملي الشاي قوام
زفرت بهدوء وركضت إلى المطبخ تعد الشاي وهي تحدث نفسها
انتهت من إعداد الشاي بالنعناع المفضل لوالدها وحملت الصينية وغادرت المنزل تهبط الدرج بعجالة وعندما وصلت إلى الحديقة استمعت لأصوات ضحكاتهم المجلجلة
عبثت ملامحها ووضع الصينية أمامها وهي تهتف بضجر
الشاي
التقط والدها كفها ودعاها للجلوس جانبه بالمقعد الشاغر
أقعدي جنبي هنا يا حبيبتي
جلست حياة بالمقعد الذي بين والدها وسليم وحاولت أن تكون هادئة لكي لا يشعر بها أحد وبالأخص والدها .
التقط فاروق كوب الشاي خاصته والآخر أعطاه لسراج وقال لها
تعالى يا سراج يا بني افرجك على الشجر اللي انا زارعه بنفسي
نهض سراج جانبه وهتف فاروق وهو ينظر لابنته ببسمة رقيقة
سليم محتاج يتكلم معاك وانا هنا جنبكم
أومت برأسها وعيناها تتطلع لخطوات والدتها المبتعدة فاجئها سليم بسؤاله
عاملة ايه دلوقتي أحسن
تطلعت له بدهشة وعقلها يتسال ما مقصده من ذلك السوال
لاحت ابتسامة طفيفة أعلى ثغره ومال عليها قائلا
ما تستغربيش والدك حكالي كل حاجة
لمعت فكرة بعقلها فهتفت پغضب قائلة
اه عليه عفريت تحب تشوف
ضحك سليم وقال بثقة
هنشوف كل حاجة بعد الجو از
أنت لسه مصر
جدا
ولو رفضت
قالتها بحزن عميق
أجابها بثقة
هتوافقي عشان عيلتك عندك اهم من نفسك صح ولا انا غلطان
دارت وج هها لتنظر لوالدها ووجدته يتحدث مع سراج بكل ألفة وود ثم عادت تنظر لسليم بعينان تتلألأ بالدموع
موافقة بس على شرط
شعر بغصة داخل ص دره عندما لمح الدموع المتحجرة داخل مقلتيها العشبية وهمس بصوت خاڤت
هنفذلك إللى انتي عايزاه
وجدها تهمس كالحمل الوديع
سبني أعمل العمرة مع بابا الأول وبعدين نتج وز
تنهد بعمق وقال
وعدت باباكي اول عمرة هتكون معايا
نظرت له بسخرية وردت
أنت .. عاوز تعمل عمرة عشان تكفر عن أي ذنب عملته ثم أردفت قائلة
أه ويا ترا هتوب بقا عن شغلك في السلاح ولا في تجارة الأعضاء ولا ناوي تخدع ربنا وتكذب عليه بس مش هتقدر عشان ربنا الوحيد اللي كاشفك وعارف انك متنكر ورا قناع بس هيجي يوم والقناع ده هيسقط عن وشك والدنيا كلها هتعرف حقيقتك
ثم نهضت وتدلفت لداخل وظل سليم ينظر للفراغ
متابعة القراءة