في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
فقالت بتعجب
ممكن اعرف إيه مصدر ثقتك دي . يعني حقيقي الموضوع مثير للإهتمام . بقولك
مش هتخرج غير علي چثتي بتقولي لا
هتخرج و برضاكي . إزاي بقي معلش !
واصل حديثه خانقا ضحكه بسيطه كانت تهدد بالخروج علي مظهرها الذي يبدو أقرب للجنون و أيضا ڠضبها الذي تحاول كتمه بصعوبه فقد كانت هناك لذه خفيه في كل إنتصار يحققه عليها لا يعلم مصدر تلك اللذة و لا متي بدأ يعتبر نجاحه في إربكاها يعد إنتصار كل ما يعرفه أن هناك شئ ما بأعماقه يجبره علي تحديها و الإستمتاع بكل إنفعالاتها. خرج صوته هادئا خشنا يناقض كل أفكاره
خرجت منها ضحكه ساخرة خاليه من المرح و جاء صوتها مدهوشا من حديثه
دا بجد ! أنت عايزني أخد رأي جنة في الهبل دا طبعا من رابع المستحيلات أنها توافق علي حاجه زي كدا !
بس أنا موافقه يا فرح !
جفلت فرح من ذلك الصوت القادم من الخلف و شعرت بطلق ڼاري يستقر في منتصف ظهرها حين أستمعت لصوت شقيقها القادمه من وراءها فتسمرت في مكانها تنازع في محاولة لأسترداد أنفاسها الهاربه قبل أن تلتفت ببطئ لتلتقي عيناها مع شقيقتها التي كان الحزن و الألم مرتسمان علي ملامحها وهي تري وقع قنبلتها علي وجه فرح الذي كان يحاكي شحوب الامۏات في تلك اللحظه و صوتها المبحوح الذي ردد اسمها بعدم تصديق
أقتربت منها جنة و علي وجهها جميع عبارات الأسي و عيناها ترسل ألف إعتذار و إعتذار لتلك التي كانت علي وشك الإغماء فأمتدت يد جنة تمسك بكفوف شقيقتها المرتعشه و هي تقول بنبرة قويه يشوبها بعض البكاء
كفايه عليكي أوي كدا يا فرح !
خرجت الكلمات من فمها مرتعشه تماما كحال قلبها
كفايه إيه يا جنه
كفايه بهدله فيكي لحد كدا . طول عمرك شايله حملنا علي كتافك . من أول تعب ماما ومۏتها و أنتي شايلانا كلنا حتي بابا إلي كان مفروض يعوضنا غياب ماما كان بيتسند عليكي . كنتي انتي إلي شيلاه مش العكس . بسببنا أتخليتي عن حلمك أنك تبقي دكتورة و سبتي كليه الطب عشان تقدري تتحملي مسئوليتنا و البيت دا يفضل مفتوح. و حتي بعد بابا ما ماټ محسستينيش يوم واحد إني يتيمه . فضلتي جمبي و في ضهري و عمرك ما حرمتيني من حاجه . كفايه أنك أتخليتي عن حب حياتك عشان تفضلي جمبي و متسبنيش. عشان كدا بقولك كفايه . لازم أتحمل نتيجه أخطائي . جه الوقت إلي تعيشي في حياتك و كفايه تتحملي كل حاجه لوحدك إرتاحي مرة واحده بقي
بس أنا مشتكتلكيش
جنة بلهفه
و لا هتشتكي يا فرح ! عارفه ليه عشان أنتي أحسن حد في الدنيا . هتفضلي تتحملي لحد ما تقعي و لا أنك تحسسيني بأي حاجه بس أنا مش هتحمل تقعي يا فرح . أنتي بالذات خسارتك غير أي خسارة في الدنيا. خسارة مش هقدر عليها أبدا ..
أنا موافقه يا سالم بيه آجي معاك
لم تتحرك من مكانها و لم يرتفع رأسها و قد كان مظهرها يغضبه أو ربما يؤلمه لذا أعاد انظاره إلي جنة قائلا بخشونة
أتفقنا . العقد بتاع الجواز العرفي معاكي
أومأت برأسها بصمت فقد كان الخزي يتوج ملامحها في تلك للحظه فجاء طلبه لينقذها إذ قال بفظاظه
عايز اشوفه
للمرة الثانيه أومأت برأسها و توجهت للداخل كي تحضره بينما كانت فرح ما تزال بمكانها لا تستطيع أن تواجهه فقد خسړت كل شئ أمامه تجردت من كل شئ تحت أنظاره
فتولد عندها شعور مفاجئ بحاجتها للإختفاء !
تود في تلك اللحظه أن تكون شئ غير مرئي مجرد سراب فلم تعد لديها طاقه للجدال أو النقاش أو أي شئ.
فالحياة تستمر بمعانداتها و إعطاؤها صفعه تلو الآخري
متابعة القراءة